واصل فرع الناظور لاتحاد كتاب المغرب أنشطته الثقافية المبرمجة لهذه السنة بقراءة وتوقيع المجموعة القصصية القصيرة جدا"تعويذة شهرزاد" للكاتب المبدع الخضر الورياشي مساء الأحد03 ماي 2015 بدار الأم للتربية والتكوين بحضور ثلة من المبدعين والمهتمين والأصدقاء إناثا وذكورا.
استهل اللقاء بكلمة المسير الدكتور جميل حمداوي ـ عضو الاتحاد ـ الذي رحب بالحضور منوها بالعمل الذي يقوم به فرع الاتحاد بالناظور ،وهو إثراء الفعل الثقافي والسمو به في هذه المدينة ، وتقريب الثقافة من المغاربة بصفة عامة وأهل الريف بصفة خاصة معتبرا التنمية الحقيقية تنمية ثقافية قبل أن تكون تنمية اجتماعية واقتصادية.. شاكرا الأساتذة المشاركين الذين سينيرون جوانب هذا العمل الإبداعي المتميز.
بداية قدم القاص الأستاذ ميمون حرش مداخلة موسومة بـ:"تعويذة شهرزاد وتجليات التميز" تناول فيها نقطتين أساسيتين ، هما:
1 ــ استهلال عام:عرف فيه بالكاتب الذي يعد من أبرز كتاب الناظورمركزا على بداياته الأولى في الكتابة ،اواسط الثمانينات، في الصحف المحلية التي تولى فيها مجموعة من المهام. ثم عرج على التعريف بجانبه الإنساني الذي جعله محبوبا عند الجميع. وٍرأى أن تميز هذا الكاتب يرجع إلى جدة ما يأتي به في مجال القصة القصيرة والقصيرة جدا أو النقد.ثم طرح مجموعة من التساؤلات حول أسباب نجاح الكاتب ليجيب بأن الكاتب الخضر الورياشي ناجح لكونه عندما يبدع يراهن على الجدة والتميز. وذكر بمجموعة من المواقف واللحظات التي نال فيها إعجاب متلقيه سواء من خلال قصته"نبي إبليس" أو نيله الجائزة الثالثة بهذه المجموعة في مسابقة القصة القصيرة جدا في مهرجان الناظور لهذا الجنس الأدبي في دورته الرابعة رغم وجود عشرين مشاركا ومشاركة.
2 ــ عناصر التميز في القصة القصيرة جدا " تعويذة شهرزاد": أبرزها بتفصيل واستدل عليها بنصوص من المجموعة في :
ــ الجرأة في التعبير عن الهموم الذاتية والاجتماعية والإنسانية؛
ــ اعتماد اللغة العربية الفصحى دون اللغات الأخرى؛
ــ إثارة فضول المتلقي إما بطرح السؤال بلسان أحد الأبطال أوحمل القارئ على طرحه...
أما المداخلة الثانية التي تقدم بها الدكتور عيسى الدودي فقد تطرقت لتقنية الوصف في المجموعة. استهلها بالتذكير بمميزات القصة القصيرة جدا ( الإيجاز ـ التكثيف ـ المفارقة ...) وبتقنية الوصف الذي يميل إلى رسم ملامح الشخصيات وإبطاء السرد غير أن هدف الوصف في نصوص هذه المجموعة هو إعطاء صورة ولو مقتضبة عن الشخصيات وتقريبها من المتلقي.. ولا حظ أن الكاتب ركز كثيرا على الوصف وأجاد فيه لاستعماله مجموعة من التقنيات التي غذت الوصف ، منها:
ــ معلنات خواتم المقطع الوصفي: غالبا ما تكون في بداية المشهد الوصفي وتنتقل من العام إلى الخاص؛
ــ الوصف الداخلي والوصف الخارجي والمطابقة بينهما؛
ــ توظيف الألوان بما يدل على علاقتها بالرسم والصورة ، وهي محملة بالمعاني والدلالات؛
ــ توظيف الرسم والفن التشكيلي حيث ذكر الفرشاة والفن ...؛
ــ اعتماد وصف الشريط السينمائي ، فحينما تقرأ القصة تتصورالكاتب سينمائيا أومصورا...؛
ــ اعتماد الصور السمعية إلى جانب الصور الفنية من خلال توظيفه لمجموعة من الأصوات.
وخلص إلى أن الوصف في القصة القصيرة جدا يتميز بالتركيز والانتقاء.
أما الروائية والقاصة آمنة برواضي فقد ابتدأت مداخلتها بقراءة لوحة غلاف المجموعة التي رأت فيها أملا يحل محل الظلام عند فتح الباب.. ورأت أن المجموعة تنشد إلى الموروث الثقافي من خلال لوحتها الحاملة لباب قديمة تذكرنا بأجواء العصر العباسي غير أن نصوصها إبداعية جديدة. ثم أبرزت مميزات المجموعة على مستوى الشكل ( لغة قصصية مطواعة ـ قصر القصص وتكثيفها ...إلخ) وعلى مستوى المضمون (تناولها قضايا اجتماعية وأخلاقية مشحونة بهموم الواقع...) ثم انتقلت إلى تتبع التناص في قصص المجموعة فاستدلت بمجموعة من الآيات والأحاديث المقتبسة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية. وبعده أشارت إلى مجموعة من الموضوعات التي ركزت عليها المجموع القصصية كموضوع السخرية والحرب والمرأة في أبعادها المختلفة والدهشة التي تؤشر عليها أدوات التعجب والاستفهام في أواخر النصوص....وغيرها
وخلصت الأستاذة إلى أن الكاتب مشدود إلى حبلين : حبل الحاضر وحبل الماضي إلا أن ثقافته المعاصرة تجعله يقف في الوسط، وتجعل كتابته تمتح من واقعه وثقافته...
بعد هذه المداخلات فتح باب النقاش حيث تدخل مجموعة من المهتمين بالحقل الإبداعي والثقافي فأغنوا المداخلات بأفكارهم وآرائهم وشهاداتهم وطرحوا تساؤلات تهم هذا الجنس الأدبي وكيفية تعامل الخضر الورياشي معه.
ثم أعطيت الكلمة للمحتفى به الذي أدلى بكلمة بليغة معبرة احتفت بحرف الحاء في أبعاده وإيحاءاته البلاغية والإنسانية المتعددة شاكرا فرع الاتحاد وأصدقاءه والحضور الكريم الذين بادلهم حبا كبيرا..
وأخيرا وزعت الشواهد التقديرية على كل المشاركين تقديرا من الفرع لمساهمتهم الفعالة في إنجاح هذا اللقاء الذي احتفى بالقاص المبدع الخضر الورياشي وبمجموعته القصصية القصيرة جدا "تعويذة شهرزاد" على أمل أن تعقبها إبداعات أخرى.